ليلة القدر هي أفضل الليالي ، وقد أنزل الله فيها القرآن ، وأخبر سبحانه أنها خير
من ألف شهر ، وأنها مباركة ، وأنها يفرق فيها كل أمر حكيم ، كما قال سبحانه :
(( حم & والكتب المبين & إنآ أنزلنه في ليلة مبركة إنا كنا منذرين & فيها يفرق كل
أمر حكيم )) وقال سبحانه : (( إنآ إنزلنه في ليلة القدر & ومآ أدرئك ما ليلة القدر &
ليلة القدر خير من ألف شهر & تنزل الملـٍكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر &
سلام هي حتى مطلع الفجر & )) ، وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه ) .
وقيامهم يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك ،،،،،، .
وقد دلت هذه السورة العظيمة أن العمل فيها خير من العمر في ألف شهر مما سواها ،
وهذا فضل عظيم ورحمة من الله لعباده ، فينبغي من المسلم أن يعظمها وأن يحييها
بالعبادة ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها في العشر الاواخر من رمضان ،
وأن أوتار العشر أرجى من غيرها ، فقال صلى الله عليه وسلم (( التمسوها في
الاواخر من رمضان ، التمسوها من كل وتر )) .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في
العشرين الاولى ، قالت عائشة رضي الله عنها : كان النبي صلى الله عليه وسلم :
يجتهد في العشر الاواخر من رمضان ما لا يجتهد في غيرها .
وقالت : إذا دخل العشر أحيا ليله وأيقظ أهله وجد وشد المئزر ، وكان يعتكف فيها ،
وقد قال الله عز وجل : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) .
وسألته عائشة رضي الله عنها ، فقالت : يارسول الله : إن وافقت ليلة القدر فما أقول
فيها ، قال : (( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني )) . وكان أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ، وكان السلف بعدهم ، يعظمون هذه العشر
ويجتهدون فيها بأنواع الخير ،
فينبغي للمسلمين في كل مكان أن يتأسًوا بنبيهم صلى الله عليه وسلم وبأصحابه
الكرام رضي الله عنهم وبالسلف الصالح ، فيحيوا هذه الليالي بالصلاة وقراءة القرآن
والعبادة إيماناً واحتساباً حتى يفوزوا بمغفرة الذنوب ، والعتق من النار .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ،،،