إن معرفتنا بالأشياء هي التي تقودنا لى التفكر فيها،والتفكير هو نتاج الوعي،والوعي هو نتاج للإدراك،والإدراك هو الذي يقودنا إلى
هذه الأشياء التي من حولنا.
إن العالم المجرد من الأشياء يجرد عقولنا من التفكير،والتفكير هو أساس الوجود بالنسبة للإنسان إذ بدونه يضيع وجوده بين ثنايا العدم
والواقع إذا كان العالم يخلو من الأشياء،فإنه لن يكون هناك وجود مادي للإنسان،ساعتها سنتحدث عن شيء إسمه الفضاء الفارغ/وجود بدون
موجودات...
قبل الرتق والقتق/مايسمى بالإنفجار العظيم،كان هناك وجود بدون موجودات...كان فقط هناك الحاضن/حاضن الموجودات،يعني فضاء مهيئا
لإحتضان الأشياء/السموات والأرض...وكن على يقين أن هذا الحاضن لم يكن له وجود عندما كان هناك شيء آخر إسمه العدم....وكان الله قادرا
على خلق الإنسان دون خلق الأشياء من حوله،أقصد أن يكون حاضن الموجودات حاضنا للإنسان فقط...لكن هذا الإنسان الذي سيجد نفسه موجود
دون موجودات من حواه سيغيب حتما الوعي...بل أنه لن يكون هناك شيء إسمه الوعي مادام هذا الأخير هو نتاج وجود الأشياء/المادة من
حولنا....في المجمل ماذا سيعطل الإنسان؟!.في الحقيقة سيعطل كل شيء...سيضيع في عتمة الفراغ...وسيضمحل...ويتبدد...ويبتلعه العدم.هذا
فقط تصور إفتراضي/تخيلي،لكننا نستمد منه حقيقة مفادها أن الموجودات من حولنا هي السر وراء وجودنا بكل ماتحمله كلمة الوجود من معنى...