الحركة كما أفهمها هي إنتقال جسم معين من مكان إلى آخر،ويكون هذا الإنتقال دائما ومتواصلا مثل ذلك دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس،أوحركة غير مرئية كحركة الجبال...أو حركة الإنسان بإنتقاله من موضع إلى آخر.
وكل هذه الحركات مرتبطة مرتبطة إرتباطا وثيقا بالزمن.لكن ماذاإذا أردنا التدقيق في الأمور جيدا بما يسمى ربط الزمن بالحركة؟.
الزمن هو جزء من عالمنا،ولايمكننا الانفلات منه،فنحن ننتقل من مرحلة إلى أخرى داخله شئنا أم أبينا ولو كانت حركتنا ساكنة ،بحكم أن جسمنا من الداخل يعج بالحركة....
إنك عندما تقوم فعلا بالحركة،فأنت لاتنتقل فقط من مكان إلى آخر،وإنما تنتقل أيضا من زمن إلى آخر،فعندما تذهب إلى الجامعة أو العمل فإنك لاتطوي الأرض طويا فحسب ولكنك أيضا تخرج من زمن وتدخل إلى زمن آخر،والفارق بينهما هي المدة الزمنية التي قضيتها في المسير.لكن بإمكانك العودة من حيث أنطلقت إلا أنه يستحيل الرجوع إلى نقطة الزمن التي أنطلقت منها إذ ستكون محسوبة ساعتها على الماضي،وليكن في علمك أن ماتسميه أنت بالماضي ماهو في الحقيقة سوى تراكمات أزمنة من هذا القبيل.
لكن تصور عالم بدون زمن ،صدقني لن تكون هناك حركة،ولأن الزمن هو صنيعة إلاهية فهو ضمن السنن في الكون،ونهايته مرتبطة بنهاية هذا الكون المادي الذي نعيش فيه،والذي هو أيضا يعد إرتباطه بالزمن بمثابة طريق مفضي إلى نهايته المنتظرة،لأن كل شيء خاضع للزمن هو خاضع بالضرورة إلى الفناء ولايخرج عن هذه القاعدة سوى إبليس اللعين وملائكة الرحمان...
لكن يمكن نظريا الإنفلات من الزمن،وذلك بقيادة مركبة تضاهي سرعتها سرعة الضوء...
والحقيقة أنه يستحيل تماما على الإنسان التوصل إلى إختراع مركبة فضائية لها سرعة الضوء لأن هذا الأمر يتطلب شيئا مهما واساسيا وهو أن يكون الجسم/المركبة عديم الكتلة،يعني يكون وزنه صفر...
لقد وضع الله هذه القوانين حتى لايفكر الإنسان يوما من التملص من الموت حتى ولو بلغ ذروة التقدم،لأن الفناء هو أيضا سنة الله في الكون،والتي تسري على جميع مخلوقاته .......